صحتك مسؤوليتنا.. نقدم أعلى مستوى من تكنولوجيا طب جراحة القلب والشرايين في العالم

قصور الشريان التاجي: الاسباب والعلاج

إن عضلة القلب تحتاج باستمرار إلى إمدادات الدم الغني بالأكسجين لكي تتمكن من أداء وظائفها، والشريان الرئيس المسؤول عن تغذية القلب بالدم والأكسجين هو الشريان التاجي المتفرع من الشريان الأورطي (الأبهر). ويؤدي مرض الشريان التاجي إلى ضيق الشريان مما يمنع جريان الدم ووصوله إلى عضلة القلب، وعليه يشعر المُصاب بآلامٍ حادة في الصدر (الذبحة الصدرية) ويمكن أن يصل الأمر إلى الإصابة بـ نوبة قلبية قد تودي بحياته.

ما هو قصور الشريان التاجي ؟

ما هو قصور الشريان التاجي ؟
  قصور الشريان التاجى، هو أحد أمراض القلب والشرايين الذي ينشأ عن تراكم طبقات الكوليسترول على جدران الشرايين الداخلية، مما يؤدي إلى ضيق قُطر الشريان وبذلك يعجز الدم المؤكسج عن التدفق إلى عضلة القلب مُسببًا العديد من المضاعفات الخطر من الذبحة الصدرية والنوبة القلبية المفاجئة.

أعراض قصور الشريان التاجي

هناك العديد من اعراض قصور الشريان التاجى، والعلامات  التي تُنذر بالإصابة بـ قصور شرايين القلب، وتتضمن ما يأتي:
  • الشعور بألمٍ شديد في منطقة الصدر، وقد يصفه بعض المرضى بأنهم يشعرون كما لو أن فيلًا أو شخصًا ثقيل الوزن يقف على صدرهم، وهي أحد أعراض الذبحة الصدرية.
  • انتشار آلام الصدر إلى أنحاء مختلفة من الجسم، مثل: الكتف، زالذراع، وأعلى البطن، والرقبة، والظهر.
  • الغثيان والرغبة في التقيؤ.
  • ضيق التنفس.
  • التعرق الغزير، يعد غالباً من أعراض ضيق الشريان التاجى.
  • تورم الجسم.
  • الشعور بالإرهاق المستمر والدوار، وقد يصل الأمر أحيانًا إلى الإغماء.
  • آلام الصدر وضيق النفس هما أبرز أعراض قصور الشريان التاجي، وقد تتفاوت العلامات بحسب عمر المريض وجنسه وحالته الصحية.
وعند ظهور أعراض قصور في شرايين القلب يرجى التوجه إلى طبيب المختص للحصول على العلاج المناسب.

هل تظهر أعراض ضيق الشريان التاجي على جميع المرضى؟

من المحتمل ألا يشعر المريض بآلام الصدر أو ضيق النفس خاصةً في بداية المرض عندما تكون درجة انسداد الشريان وضيقه طفيفة، أو إذا كان المريض مصابًا بداء السكري.

ما هي أسباب قصور الشريان التاجي؟

ينشأ هذا مرض قصور الشرايين التاجية عادةً عن التراكم التدريجي للدهون والكوليسترول داخل جدران الشريان مما يؤدي إلى ضيق الشريان وعرقلة تدفق الدم المؤكسج إلى عضلة القلب، ويزداد الأمر سوءًا عندما يحتاج القلب إلى كميات كبيرة من الدم والأكجسين في حال بذل مجهود شاق. بالإضافة إلى السبب المذكور أعلاه، من الجدير ذكره أن هناك العديد من العوامل التي ترفع من نسبة الإصابة بداء قصور الشرايين، ومن أبرزها:
  • التدخين.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • ارتفاع الكوليسترول في الدم.
  • زيادة الوزن.
  • داء السكري.
  • الإصابة بأحد أمراض الشرايين مثل: التهاب الشرايين، فالالتهاب يُضعف جدران الشريان مما يُزيد من احتمالية تراكم طبقات الكوليسترول على جدران الشريان المصاب مُسببًا ما يسمى بـ “تصلب الشرايين”.
  • وجود تاريخ عائلي بأحد أمراض القلب والشرايين، فالعامل الوراثي يؤثر تأثيرًا واضحًا في الإصابة بأمراض القلب خصوصًا.

أفضل طرق تشخيص قصور الشريان التاجي

هنالك عدة طرق لتشخيص قصور الشريان التاجي مثل:

1. رسم القلب (تخطيط القلب الكهربائي – ECG)

يساعد على متابعة الأداء الوظيفي للقلب من خلال الإشارات الكهربية التي تمر خلاله، وكذلك يوضح معدل نبضات العضلة وسرعتها. ويمكن إجراء رسم القلب العادي (أثناء الراحة) أو رسم القلب بالمجهود لمتابعة كفاءة عضلة عندما يزداد العبء عليها أثناء القيام بالمجهود.

2. تخطيط صدى القلب (Echocardiography):

هو أداة تشخيصية تستعمل الموجات فوق الصوتية لالتقاط صورة دقيقة لعضلة القلب.

3. تصوير الأوعية الدموية

هو إجراء يستعمل لتصوير الأوعية الدموية عن طريق الأشعة السينية ورؤيتها بوضوح، بهدف تشخيص أمراض الأوعية الدموية المختلفة أهمها قصور الشريان التاجي وانسداده.

4. التصوير المقطعي CT Scan

يمكن تصوير القلب بالأشعة المقطعية المحوسبة لرؤية الترسبات المتراكمة داخل جدران الشريان التاجي. وبعد تشخيص المريض والتأكد من إصابته بـ قصور الشريان التاجي أو انسداده، يبدأ الطبيب بتجهيز المريض لبدء رحلة العلاج سواءً بتغيير نمط الحياة أو باستعمال العلاج الدوائي أو بالتدخل الجراحي وفقًا لدرجة قصور الشريان التاجي أو ضيقه.

هل قصور الشريان التاجي يظهر في رسم القلب؟

يظهر في نتائج العديد من الاختبارات التشخيصية التي يطلبها الطبيب من المريض بعد أخذ تاريخ مرضي دقيق وفحص المريض بدنيًا.

هل قصور الشريان التاجي خطير؟

إن قصور الشريان التاجي هو السبب الرئيس للوفاة حول العالم، وإن لم يتوجه المريض لتلقي العلاج المناسب فهو معرضٌ للإصابة بأحد المخاطر التالية:
  • يُضعف جدران الشريان مما يؤدي إلى تمزقه في المراحل المتقدمة من المرض، بعد تمزق الشريان تخرج الصفائح الدموية وتتجمع لإصلاح جدار الشريان، لكن للأسف إن ذلك التجمع يسد الشريان مؤديًا إلى الإصابة بنوبة قلبية حادة.
  • في حالات قصور الشريان التاجي وانسداده بالكامل – نتيجةً لتخثر الدم داخله – قد ينفجر الشريان مما يؤدي بحياة المريض.
لتجنب تلك المخاطر والمضاعفات ينبغي للمريض التوجه سريعًا لطبيب القلب لكي يتلقى العلاج المناسب قبل تدهور الوضع.

ما هو علاج ضيق الشريان التاجي؟

العديد من مرضى قصور الشريان التاجي، يتسألون هل قصور الشريان التاجي خطير، فهناك العديد من الأساليب والاستراتيجيات العلاجية لـ علاج ضيق الشريان التاجي، ويختار الطبيب المعالج أسلوب العلاج المناسب لحالة المريض ودرجة قصور الشريان التاجي لديه.

ما هي أفضل طرق علاج ضيق الشريان التاجي؟

1. تغييرات أسلوب الحياة

في بداية المرض يمكن السيطرة عليه ومنع تطوره عن طريق اتباع مجموعة من التغييرات في نمط الحياة، مثل: الامتناع عن التدخين، وضبط مستويات الجلوكوز في الدم، والحفاظ على ضغط الدم في مستوياته الطبيعية قدر المستطاع باستعمال الأدوية. بالإضافة إلى تناول أكلات صحية تحافظ على صحة القلب، وممارسة التمارين الرياضية أو المشي لزيادة النشاط البدني والوقاية من الإصابة بالجلطات.

2. علاج ضيق الشريان التاجي بالأدوية

يعتمد العلاج الدوائي المستعمل في علاج ضيق الشريان التاجي على الآليات التالية:
  • تقليل العبء على عضلة القلب بخفض ضغط الدم المرتفع.
  • تحسين تدفق الدم داخل الشريان التاجي.
  • إبطاء تراكم طبقات الكوليسترول داخل جدار الشريان التاجي.
تشمل قائمة الأدوية المستخدمة في علاج قصور الشريان التاجي ما يلي:
  • الأدوية الخافضة للكوليسترول (Statins)، فتلك الأدوية تعمل على تبيط أحد الأنزيمات الضرورية التي يحتاجها الجسم لتصنيع الكوليسترول.
  • حاصرات مستقبلات البيتا (Beta Blockers) فهي تُبطئ معدل ضربات القلب وتخفض ضغط الدم لتخفيف العبء على عضلة القلب.
  • الأدوية المضادة لتخثر الدم.
  • مثبطات الإنزيم المحول لمادة الأنجيوتنسين، فهي تؤدي إلى توسيع الأوعية الدموية وخفض ضغط الدم.
  • حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين (ARBs) أو الأدوية من عائلة السارتان (Sartans)، وتستعمل مع المرضى الذين يواجهون مشكلات صحية تمنعهم من استعمال مثبطات الإنزيم المحول لمادة الأنجيوتنسين.
  • ثلاثي نترات الجلسرين (النيتروجلسيرن)، وهو أحد أهم الأدوية التي تستعمل نقص الإمداد الدموي للقلب (الذبحة الصدرية)، ويمكن استعماله عن طريق الفم أو تحت اللسان.

3. علاج ضيق الشريان التاجي بالجراحة

إن لم تتحسن حالة المريض مع استعمال الأدوية المذكورة آنفًا، أو مع تغيير العادات التي تؤدي إلى تطور المرض بحسب تعليمات الطبيب، فإن الخيار العلاجي الأمثل لـ علاج ضيق الشريان التاجي هو إجراء عملية جراحية. تشمل أنواع العمليات الجراحية ما يلي:

أولًا: جراحة إصلاح الشريان التاجي ووضع الدعامات

يُجري الجرَّاح تلك العملية باستعمال القسطرة (أنبوب رفيع ومرن) لعلاج قصور الشريان التاجي، يمرر الجرَّاح تلك القسطرة من خلال الشريان الضيق، وبمجرد وصولها إلى مكان الانسداد أو الضيق يبدأ الجرَّاح بإدخال بالون مفرغ من الهواء ثم نفخه لتوسيع قطر الشريان. بعد نفخ البالون، يُثبت الجراح دعامات صلبة لإبقاء الشريان مفتوحًا لـ علاج ضيق الشريان التاجي ومنع تضييقه مرةً أخرى.

ثانيًا: عملية مجازة الشريان التاجي

تشمل جراحة مجازة الشريان التاجي ترقيع الشريان أو عمل جسر يُغير من مسار الدم، ففي تلك الجراحة يقطتع الجرَّاح جزءًا من أحد الأوعية الدموية الموجودة في جسم المريض لاستعماله في عمل جسر بعد موضع انسداد الشريان ليتدفق الدم داخل ذلك الجسر بسهولة دون المرور بمنطقة الانسداد. ومعظم المرضى الذين خضعوا لتلك العمليات تحت إشراف جَّراح متمكن أشادوا بنتائج الجراحة وتحسنت جودة حياتهم بعد العملية دون أي مضاعفات.

أهم النصائح لمرضى قصور الشريان التاجي

ماذا عن نمط الحياة بعد إجراء عملية قصور الشريان التاجي؟ وماذا ينبغي أن يفعل الشخص إن كان مُهددًا بأحد عوامل الخطر المرتبطة بأمراض القلب؟ إن هذا المرض من أبرز أمراض القلب وأكثرها شيوعًا، ولأن أسباب الإصابة بذلك المرض عديدة بما يشمل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم والتدخين والسمنة المفرطة، ينبغي السيطرة على أسلوب حياتنا لنحافظ على صحة القلب وتقلل فرصة الإصابة بأمراض القلب والشرايين، ويمكن تلخيص تلك النصائح في ضوء النقاط الآتية:

نصائح متعلقة بالنظام الغذائي

لأن الغذاء السليم في الجسم السليم، ينبغي لمرضى قصور الشريان التاجي أو مرضى القلب عمومًا الالتزام بحمية غذائية صحية قائمة على تناول الأكلات ذات القيمة الغذائية العالية. إن أفضل نظام غذائي للوقاية من أمراض الشريان التاجي يتمثل فيما يلي:
  • تناول الخضراوات والفواكه.
  • تجنب الإفراط في استعمال الزيوت والدهون غير الصحية أثناء طهي الطعام.
  • التقليل من استعمال ملح الطعام، فالكميات العالية من الملح تؤدي إلى احتباس السوائل في الجسم ومن ثَمَّ الإصابة بأمراض ضغط الدم.
  • الحفاظ على رطوبة الجسم بشرب كميات كافية من المياه؛ فالمياه تساعد على تحسين الدورة الدموية وتقلل من احتمالية الإصابة بالجلطات.
  • التقليل من الأكلات المقلية والمسبكات لأنها تحتوي على كميات عالية من الدهون، فتلك الدهون نسبة الكوليسترول الضار في الجسم الذي يُعد سببًا رئيسًا للإصابة بـ قصور الشريان التاجي وانسداده.
  • عدم الإفراط في تناول اللحوم الحمراء والدجاج، لأنهما من أبرز مصادر الدهون المشبعة (الضارة)، واستبدالهما بالأسماك التي تحتوي على نسبٍ جيدة من الدهون غير المشبعة (المفيدة) بالإضافة إلى احتوائها على الأوميجا 3 التي تساعد على تقليل نسبة الدهون الثلاثية في الدم.

 نصائح عامة بخصوص أسلوب الحياة

هناك بعض النصائح والتعليمات المرتبطة بنمط الحياة التي يمكن اتباعها لتقليل خطر الإصابة بأمراض الشريان التاجي، وتشمل:
  • ممارسة التمارين الرياضية باستمرار حتى ولو كانت يسيرة مثل المشي لمدة لا تتجاوز النصف ساعة يوميًا، لأن قلة النشاط البدني يرفع من نسبة الإصابة بتخثر الدم كما يؤدي إلى زيادة الوزن.
  • الابتعاد عن مسببات التوتر والحرص على عدم الانفعال الشديد عند التعرض لضغوط الحياة أو الغضب، فإن الانفعال الشديد يُزيد من معدلات ضربات القلب كما يؤدي إلى اضطراب تدفق الدم خلال الأوعية الدموية وإلى القلب.
  • الحرص الشديد على الانتظام في تناول الأدوية الموصوفة من قِبل الطبيب، لا سيما أدوية توسيع الشرايين والأدوية الخافضة لنسبة الكوليسترول في الدم.
  • التحكم الجيد في عوامل الخطر – إن وجدت – وذلك يتمثل في الحفاظ على ضغط الدم وسكر الجلوكوز في مستوياتهما الطبيعية (تحت إشراف الطبيب المتخصص).
  • المتابعة الطبية المستمرة مع طبيب القلب لتقييم صحة القلب باستمرار واكتشاف أية مشكلات أو مخاطر صحية مبكرًا، فالتشخيص المبكر جزءٌ أساسي من رحلة علاج قصور الشريان التاجي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top
انتقل إلى أعلى