التهاب عضلة القلب: الأسباب والأعراض والتشخيص

عندما تسمع أو تقرأ عن أحد أمراض القلب عادة يأتي إلى ذهنك أن هذه الأمراض تحدث في سن الشيخوخة، لكن سنتعرف في هذا المقال عن مرض و أعراض التهاب عضلة القلب الذي يمكن أن يحدث في أي عمر بدءًا من الأطفال الرضع وحتى سن الشباب. ومرض التهاب عضلة القلب هو مرض يصيب الآلاف سنويًا حول العالم، ونسبة إصابة الرجال بهذا المرض تبلغ ضعف نسبة الإصابة بين النساء، وهو ثالث أسباب الموت المفاجئ بين الأطفال والشباب.

ما هو التهاب عضلة القلب؟

يحدث التهاب عضلة القلب (Myocarditis)عندما تصاب الأنسجة العضلية المُكونة للقلب بالالتهاب، وهذا الالتهاب يتسبب في ظهور اعراض التهاب عضلة القلب تتمثل في ضعف قدرة القلب على ضخ الدم لأجزاء الجسم، وتكون النسيج الندبي وتورم عضلة القلب.

ما هي أسباب التهاب عضلة القلب؟

هذا المرض نادر ويحدث نتيجة استجابة الجهاز المناعي في الجسم لأي عدوى وظهور اعراض التهاب عضلة القلب، والسبب الرئيسي والأكثر شيوعًا هي العدوى الفيروسية مثل فيروس الإنفلونزا، وفيروس Covid-19. ويوجد أسباب أخرى للإصابة مثل:
  • العدوى البكتيرية، أو الفطرية، أو الطفيلية.
  • أمراض الجهاز المناعي مثل مرض الذئبة الحمراء، أو داء الساركويد.
  • بعض أنواع مرض السرطان.
  • التعرض للملوثات البيئية مثل تسمم المعادن، أو التعرض للدغات الثعابين.
  • بعض الأدوية.

ما هي أنواع التهاب عضلة القلب؟

توجد العديد من الأنواع ولكن أكثرها انتشارًا هي:
  1. التهاب عضلة القلب الحاد يحدث عادة نتيجة العدوى الفيروسية وتظهر الأعراض فجأة، لكنها تستجيب للعلاج بسرعة.
  2. التهاب عضلة القلب المزمن يستغرق الالتهاب المزمن وقتًا أطول في العلاج، أو تعاود أعراضه الظهور بعد اختفائها. ويحدث الالتهاب المزمن في حالة الإصابة بالأمراض المناعية.

ما هي أعراض التهاب عضلة القلب؟

تكمن خطورتها في عدم وجود اعراض التهاب لعضلة القلب محددة، فلا يشعر بعض المرضى بأي أعراض نهائيًا، بينما يختبر آخرون أعراضًا تشير إلى العدوى المُسببة للمرض. يشعر المرضى مثلًا بأعراض العدوى البكتيرية أو الفيروسية، لكن لا يشعرون بأعراض التهاب عضلة القلب. بينما يشعر بعض المرضى باضطرابات في القلب مثل النوبة القلبية. ويرجع الاختلاف في الأعراض إلى اختلاف سبب الإصابة، وكذلك نوع الإصابة، حادة كانت أم مزمنة. قد يختبر المريض أعراضًا بسيطة، أو لا يختبر أي اعراض التهاب عضلة القلب في المراحل المبكرة من الإصابة، ومن اعراض التهاب عضلة القلب الشائعة:
  • ضيق في التنفس خاصة بعد بذل أي مجهود، وقد يشعر به المريض أثناء الراحة.
  • اضطراب في ضربات القلب أو خفقان القلب.
  • الإرهاق المتواصل وضعف القدرة على بذل الجهد.
  • الشعور بالضغط والألم في منطقة الصدر.
  • دوار الرأس.
  • تورم في اليدين، والقدمين، والكاحلين.
  • فقدان الوعي المفاجئ.
وتكون اعراض التهاب عضلة القلب السابقة مصاحبة لأعراض العدوى وهي أعراض نزلات البرد المعتادة مثل:
  • ارتفاع درجة الحرارة.
  • الصداع.
  • الإسهال.
  • ألم أو احتقان في الحلق.
  • آلام في عضلات الجسم.

كيف يتم تشخيص التهاب عضلة القلب؟

قد يكون التشخيص الدقيق لمرض التهاب عضلة القلب من التحديات التي تقابل الطبيب؛ لعدم وجود اعراض التهاب لعضلة القلب محددة وتشابه الأعراض مع العديد من الأمراض. لذا يتطلب الأمر طبيبًا متمرسًا، يستطيع التوصل للتشخيص السليم من خلال التاريخ المرضي الكامل للمريض. بمجرد الشك في إصابة المريض بالالتهاب في عضلة القلب يطلب الطبيب هذه الفحوصات:
  • فحص تخطيط كهربية القلب (ECG).
  • الأشعة السينية X-RAY على الصدر.
  • تخطيط صدى القلب (Echo).
  • فحوصات الدم.
  • بعض الحالات تستدعي سحب خزعة من أنسجة القلب وذلك لتأكيد التشخيص.

هل يمكن الشفاء من التهاب عضلة القلب؟

يكمن علاج الالتهاب في عضلة القلب في علاج السبب وراء الإصابة، وكذلك علاج اعراض التهاب عضلة القلب. تتضمن خطة العلاج الأدوية والتعليمات التالية، تبعًا لشدة الحالة ونوع الإصابة:
  • أدوية خفض ضغط الدم المرتفع: تساعد في إعادة الهيكلة القلبية بعد التعافي.
  • أدوية علاج اضطرابات نظم القلب: وتساعد أيضًا في إعادة هيكلة عضلة القلب.
  • مدرات البول: تعمل على تقليل السوائل المحتقنة في الجسم نتيجة ضعف عضلة القلب.
  • الأدوية المضادة للإلتهاب: تُستخدم في بعض الحالات لتقليل الالتهاب في الجسم.
  • الراحة وعدم بذل الجهد.
  • بعض الحالات قد تحتاج إلى تدخل جراحي لإصلاح أي خلل يحدث للقلب.

التعافي بعد التهاب عضلة القلب

يتعافى المريض عادةً بشكل كامل دون حدوث مضاعفات، وقد يحتاج بعض المرضى إجراء تعديلات على نمط حياتهم لإعادة تأهيل القلب بعد التعافي. ومن أهم هذه التعديلات: الإقلاع عن التدخين والمشروبات الكحولية، واتباع نظام غذائي صحي قليل الصوديوم، وتجنب ممارسة الرياضات العنيفة.

هل يمكن حدوث الإصابة مرة أخرى بعد التعافي؟

نعم، يمكن الإصابة بالعدوى مرة أخرى، وقد تؤدي إلى حالة تسمى تضخم عضلة القلب التوسعي (Dilated cardiomyopathy). لكن نسبة حدوث العدوى مرة أخرى منخفضة جدًا لا تتعدى 15%.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top
انتقل إلى أعلى