عملية القلب المفتوح هي واحدة من أشهر وأكبر العمليات الجراحية التي تجرى للمرضى الذين يحتاجون إلى تدخل فوري لعلاج إحدى مشكلات القلب التي لم تصلح معها العلاجات الدوائية، أو لا يمكن علاجها عن طريق القسطرة لوجود أحد الموانع.
ويمكن إجراء عملية القلب المفتوح لعلاج العديد من مشكلات القلب، مثل: عملية قلب مفتوح لتغيير صمام التالفة، أو إغلاق الثقب بين الأذينين أو الثقب بين البطينين، أو تغيير أحد الشرايين.
يخبرنا الدكتور محمد نبيل -استشاري القلب والأوعية الدموية- عن كل ما يخص جراحة القلب المفتوح، من أول طريقة إجراء العملية، وأسباب اللجوء إليها، وأهم النصائح بعد الإجراء، ونسبة نجاح العملية في مصر.
ما هي عملية قلب مفتوح
تجرى عملية القلب المفتوح عن طريق عمل شق جراحي في عظمة القص في منتصف الصدر، أو عن طريق شق جراحي صغير أسفل أحد جانبي الصدر. وتعتمد شكل عملية القلب المفتوح على إيقاف القلب وتوصيل الجسم على جهاز القلب والرئة الصناعي، إذ يقوم هذا الجهاز بدور القلب طوال فترة الجراحة، من سحب الدم غير المؤكسد من الأوردة، ومن ثم أكسدته وإعادة ضخه عبر شرايين الجسم. والقائمون على هذه العملية هم:- جراح القلب.
- فريق التخدير (تتم العملية تحت التخدير الكلي).
- الفريق المتخصص في تشغيل جهاز القلب والرئة الصناعي.
- طاقم طبي مساعد مكون من الممرضين والفنيين.
خطوات إجراء عملية القلب المفتوح
- تبدأ العملية بتخدير المريض تخديرًا كليًا، وبعدها يتم عمل الشق الجراحي، سواء في منتصف الصدر، أو أسفل جانب الصدر.
- وبعد ذلك يقوم الطبيب بوضع مباعد الصدر ليتمكن من رؤية القلب بصورة واضحة، وتوصيله على جهاز القلب والرئة الصناعية.
- وبعد الانتهاء من الإجراء يتم خياطة عملية القلب المفتوح، من عظمة القص بالأسلاك الحديدية التي تظل مع المريض طوال حياته، ومن ثم خياطة الجلد الخارجي.
- وفي النهاية يتم إدخال المريض إلى غرفة العناية المركزة، ووضعه على أجهزة التنفس الصناعي حتى يفيق ويتحسن بشكل كبير في اليوم التالي للعملية.
أسباب اللجوء للعملية
عادة يتم اللجوء إلى عمليات القلب المفتوح كحل أخير في حال فشل العلاج الدوائي بالنسبة للمريض، وكحل أول بالنسبة للكثير من الحالات التي تتطلب تدخلاً جراحيًا فوريًا. ومن أهم أسباب اللجوء إلى عمليات القلب المفتوح:- تغيير إحدى صمامات القلب المتضررة.
- استبدال وتغيير شرايين القلب التاجية.
- علاج ثقب القلب.
لتغيير صمام
في حالة تلف إحدى صمامات القلب الأربعة، أو إصابتها بالعدوى، أو بدأ المريض يعاني من أعراض متعددة بسبب عدم كفاءة صمام معين مثل ارتجاع الصمام الميترالي وهو درجة متقدمة من ارتخاء الصمام الميترالي التى قد تحتاج بإستشارة الطبيب إلى جراحة القلب المفتوح لتغيير هذا الصمام، واستبداله بصمام صناعي ليقوم بنفس وظيفة الصمام الأصلي. وتختلف المدة التي يظل فيها الصمام داخل جسم الإنسان بحسب نوع الصمام الذي يتم زراعته، فيظل الصمام المعدني لمدة تصل إلى نحو 30 عامًا في جسم الإنسان، بينما متوسط بقاء الصمام النسيجي داخل الجسم هو 10 سنوات فقط. ولا يحدث مضاعفات عملية تغيير صمام القلب إلا نادرً في بعض الحالات. يمكنك ايضا معرفة المزيد عن : عملية قلب مفتوح لتغيير صماملتغيير شرايين
تعد عملية قلب مفتوح لتغيير شرايين، هي استبدال أحد الشرايين المسدودة، أو عمل توصيلة جديدة تتجاوز موضع الانسداد باستخدام أحد الشرايين الرئوية السليمة، أو أحد أوردة الساق. يمكنك ايضا القراءة عن : عملية تغيير الشريان الأورطيعلاج ثقب القلب
ثقب القلب هو أحد العيوب الخلقية التي يولد بها البعض، وعادة ما يكون في الجدار الذي يفصل بين الأذينين، أو الجدار الذي يفصل بين البطينين، ويمكن علاج هذه المشكلة وإغلاق الثقب عن طريق جراحة القلب المفتوح؛ وذلك لمنع المضاعفات التي قد تحدث على المدى البعيد بسبب اختلاط الدم المؤكسد بالدم غير المؤكسد.نصائح بعد عملية القلب المفتوح
قد تختلف الحياة بعد عملية القلب المفتوح، لذلك ينصح الدكتور محمد نبيل مرضى القلب الذين خضعوا لإحدى عمليات القلب المفتوح بالنصائح التالية ليتمكنوا من الحصول على فترة نقاهة قصيرة، دون التعرض لأي مضاعفات أو آثار جانبية:- العناية بالجروح بعد العملية، إذ يجب أن يحرص المريض على أن يكون موضع الجرح جافًا طوال الوقت، وفي حالة خروج أي إفرازات من الجرح يجب أن يتصل المريض فورًا على الطبيب المعالج لمتابعة الحالة، وعمل التدخل اللازم.
- يمكن الاستحمام بعد رابع يوم من العملية، ولكن بشرط ألا توضع مساحيق التنظيف مباشرة على موضع الجرح، وألا يحك الجرح بأي أداة من أدوات التنظيف.
- يجب أن يحرص المريض على أخذ قسط جيد من الراحة يوميًا، وألا يجهد نفسه بممارسة التمارين الرياضية أو الجري.
- من المهم أن تتخلل فترات الراحة ممارسة أي مجهود بدني بسيط، مثل المشي لمدة نصف ساعة يوميًا، وذلك لتحسين وظيفة التنفس، وتجنب أحد الآثار الجانبية الشهيرة بعد عملية القلب المفتوح، وهو الإمساك.
- تجنب قيادة السيارة، وحمل الأشياء الثقيلة، أو الاعتماد على الذراعين عند القيام أو الجلوس، لمدة ستة أسابيع بعد العملية، وذلك لأن هذه الأمور قد تتسبب في عدم التئام عظمة القص بشكل جيد.
- الحفاظ على تناول الأدوية في مواعيدها التي حددها الطبيب المعالج،
- كما يُنصح أهل المريض بعمل جدول لأدوية المريض والمتابعة معه بشكل دوري حتى لا يهمل في العلاج.
- التعايش مع الألم، وتناول المسكنات عند الحاجة، ولكن دون إفراط، فإن كثرة تناول المسكنات قد يضر بالكلى أو المعدة.
- الصبر طوال فترة التعافي، إذ قد تصل في بعض الأحيان إلى 6 أشهر أو سنة من يوم الإجراء.